حديث: قلت: يا رسول، علمني دعاء، قال: قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي

عَن شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ، عَلِّمْنِي دُعَاءً، قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي".
[صحيح] - [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد]

الشرح

طلب رجلٌ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء لخاصة نفسه يستجير فيه بالله أن يحفظه من شرور الدنيا والآخرة، فقال له قل: (اللَّهُمَّ إِنِّي) أتوجه إليك باسمك (الله) الجامع لكل أسمائك الحسنى (أَعُوذُ بِكَ) وألجأ إليك واحتمى بك (مِنْ شَرِّ سَمْعِي) فلا أسمع به ما تكرهه، (وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي) فلا أرى شيئا لا ترضاه، (وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي) فلا أتكلم بما لا يعنيني، (وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي) حتى لا أعتقد اعتقادا فاسدا، ولا يكون فيه حقد وحسد لاحد، (وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي) وفَرْجي فلا يغلبني فأقع في الزنا ومقدماته كالنظر إلى المحارم.

من فوائد الحديث

1. التنويه بمسؤولية الإنسان عن حواسه كما أخبر -سبحانه وتعالى-: "إِنَّ ‌السَّمْعَ ‌وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا".
2. حواس الإنسان وأعضاؤه نعم ينبغي على العبد حفظها وشكر الله -تعالى- عليها بوضعها فيما خلقت له، وبذلك يحقق العبودية لله -سبحانه وتعالى-.
3. خص النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الجوارح بالدعاء؛ لأنها مناط الشهوة ومثار اللذة.

معاني بعض المفردات

المراجع

1. سنن أبي داود (2/ 648) (1551).
2. سنن الترمذي (5/ 401) (3492).
3. سنن النسائي (8/ 255) (5444).
4. مسند أحمد (24/ 304) (15541).
5. بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (2/ 556).
6. كنوز رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (17/ 444).
7. المعجم الوسيط، (2/ 889).
8. نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (2/ 1012).