التصنيف: مهم 6 - قديم .
عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ، لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ:

لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، لَدَخَلْتَ النَّارَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ.
[صحيح] - [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد]

الشرح

يخبر عبد الله بن فيروز الديلمي أنه وقع في نفسه شَكٌّ واضطرابٌ من القدر؛ فأراد أن يزيل هذ الشك والاضطراب، فسأل أبي بن كعب، ثم حذيفة بن اليمان، ثم عبدالله بن مسعود، ثم زيد بن ثابت، فكلهم أجابه بجواب واحد، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله لو عذب أهل سماواته من الملائكة المقربين، وأهل أرضه من الأنبياء والناس أجمعين؛ لعذبهم وهو غير ظالم لهم؛ لأن الخلق عاجزون عن القيام بحق الله وعبادته حق العبادة، فعذابه عدل، وثوابه فضل؛ ولذا رحمته لعباده خير لهم من أعمالهم الصالحة، بل هذه الأعمال الصالحة التي قاموا بها من جملة رحمته بهم، ثم بين صلى الله عليه وسلم أن المسلم لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا في سبيل الله ومرضاته ما قبل الله منه هذا الإنفاق حتى يؤمن بأن جميع أموره خيرها وشرها، حلوها ومرها، نفعها وضرها هي بقضاء الله وقدره وإرادته وأمره. ويوقن أن ما أصابه من خير أو شر لم يكن ليتجاوزه لغيره، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وأنه لو جاءه الموت وهو على غير هذا الاعتقاد في القضاء والقدر لاستحق دخول النار.

من فوائد الحديث

  1. وجواب الإيمان بالقضاء والقدر، والوعيد الشديد على من لم يؤمن بذلك.
  2. سؤال العلماء عما أشكل من أمور الاعتقاد وغيره.
  3. أن من وظيفة العلماء كشف الشبهات ونشر العلم بين الناس.
  4. الأعمال بخواتيمها.
  5. الحث على التوكل على الله، والصبر على المصائب، وأن الخير والشر جميعا بتقدير الله تعالى.
  6. قال السندي: قوله ( ما قبل منك )، يشير إلى أنه لا قبول لعمل المبتدع عند الله تعالى أو هو مبني على القول بكفر منكره.

معاني بعض المفردات

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية الفرنسية التركية الروسية البوسنية السنهالية الهندية الصينية الفارسية الكردية البرتغالية
عرض الترجمات
المراجع
  1. سنن أبي داود (7/ 84) (4699).
  2. سنن ابن ماجه (1/ 55) (77).
  3. مسند أحمد (35/ 465) (21589).
  4. مشكاة المصابيح، للتبريزي (1/ 41).
  5. الملخص في شرح كتاب التوحيد، لصالح الفوزان (ص395).
  6. الجديد في شرح كتاب التوحيد، لمحمد القرعاوي (ص437).
التصنيفات