«لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ».
[صحيح]
-
[متفق عليه]
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده ورجوعه إلى طاعته وامتثال أمره، مِن فرح مَن كان في أرض واسعة لا نبات بها ولا ماء، وفقد بعيره وليس معه ماء ولا طعام ولا أناس حوله، فجعل يطلب بعيره ولم يجده، فلما يائس منه ذهب إلى شجرة ونام تحتها ينتظر الموت! فبينما هو كذلك إذ جاءه بعيره من غير قصد وظفر به، فأخذ بحبله الذي يمسك به، وفرح فرحا شديدا، وأراد أن يثني على الله، وبدلا من أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك! أخطأ من شدة الفرح فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك!