عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ، كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ». زَادَ التِّرْمِذِيُّ: «فِي الصَّلَاةِ».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه يحب العطاس لأنه ينشأ عنه النشاط على العبادة، ويكره التثاؤب لأنه يورث الكسل، فإذا عطس المسلم وحمد الله فقال: الحمد لله، كان واجبا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو مما يحبه الشيطان، فإذا أراد أن يتثاءب المسلم فليأخذ في أسباب رده ما استطاع، فإن الإنسان إذا تثاءب ضحك منه الشيطان؛ خاصة إذا كان في صلاة.

من فوائد الحديث

  1. استحباب حمد الله عند العطاس ووجوب تشميت العاطس.
  2. أنه ينبغي للمُتثائب أن يرد تثاؤبه ما استطاع؛ وذلك بإطباق فَمِه وضَم شَفتيه؛ فإن لم يستطع وضع يده على فمه.
  3. قال ابن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة وإنما خص الصلاة؛ لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة.
  4. أنه لا يُشرع عند التثاؤب الاستعاذة من الشَّيطان؛ لأنها لو كانت مشروعة لأرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
  5. قال ابن العربي: قد بينا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان؛ لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملَك؛ لأنه واسطته، قال: والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التكاسل وذلك بواسطة الشيطان.
  6. قال ابن بطال : إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة، أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه؛ لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب.

معاني بعض المفردات

الترجمة: الإنجليزية الأوردية الإسبانية الإندونيسية البنغالية الفرنسية التركية الروسية البوسنية الهندية الصينية الفارسية تجالوج الكردية الهوسا البرتغالية
عرض الترجمات
المراجع
  1. صحيح البخاري (8/ 50) (6226).
  2. صحيح مسلم (4/ 2293) (2994).
  3. سنن الترمذي (1/ 479) (370).
  4. مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، لعبيد الله المباركفوري (3/ 364).
  5. توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، لعبد الله البسام (2/ 105).
  6. فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، لابن عثيمين (1/ 592).
  7. منحة العلام في شرح بلوغ المرام، لعبد الله الفوزان (2/ 461).