عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يَحفرون في غداةٍ باردةٍ، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: "اللهم إن العيش عيش الآخره ... فاغفر للأنصار والمهاجره". فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق أثناء حفر الصحابة له في شوال سنة خمس من الهجرة، وكان سبب حفره أنه صلى الله عليه وسلم بلغه اجتماع الأحزاب وهي القبائل واتفاقهم على محاربته صلى الله عليه وسلم، فرأى المهاجرين والأنصار يحفرون في صباحٍ بارد، ولم يكن لهم خدم وعبيد يحفرون لهم، فلما رأى عليه الصلاة والسلام التعب والجوع الذي أصابهم قال: عليه الصلاة والسلام محرضًا لهم على عملهم الذي هو بسبب الجهاد: اللهم إن العيش الكامل و الباقي المستمر هو عيش الآخرة لا عيش الدنيا، فاغفر اللهم للأنصار والمهاجرة. فأجاب الأنصار والمهاجرة: نحن الذين بايعنا محمدًا صلى الله عليه وسلم على أن نجاهد معه ما حيينا أبدًا.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

الخندق:
الحفرة العميقة والطويلة حول جهة معينة.
النصب:
التعب.
بايعوا:
عاقدوا وعاهدوا.

من فوائد الحديث

  1. تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة ومواساتهم بما يستطيع.
  2. صبر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة على الشدة وقلة المال والخدم.
  3. استعمال الرجز والشعر إذا كان فيه تنشيط النفوس وإثارة الأنفة المحمودة.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 25) (2834)، صحيح مسلم (3/ 1432) (1805)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري (14/ 131)، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (5/ 62).