عن كعب بن عُجْرَة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءَه ثم خرج عامدًا إلى المسجد فلا يشبِكنَّ يديه، فإنه في صلاة".
[حسن لغيره] - [رواه أبو داود والترمذي]

الشرح

في هذا الحديث ذكر بعض آداب المشي إلى الصلاة، فنهى عليه الصلاة والسلام من توضأ وأحسن وضوءه ثم خرج قاصدًا الذهاب للمسجد أن يشبك بين يديه، وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض، كأنها شبكة، وقد يفعله بعض الناس عبثًا، وبعضهم ليفرقع أصابعه، وربما دلَّ على تشويش الذهن، وربما قعد الإنسان فشبك بين أصابعه، واحتبى بيديه، بقصد الاستراحة، وربما استجلب به النوم فيكون ذلك سببًا لانتقاض طهره، فقيل لمن تطهر وخرج متوجهًا إلى الصلاة: لا تشبك بين أصابعك، لأن جميع ما ذكرناه من هذه الوجوه على اختلافها، لا يلائم شيءٌ منها الصلاة، وتفسير ذلك أنه ما دام متجهًا إلى الصلاة فهو في حكم الصلاة، لأن ما قرب من الشيء يأخذ حكمه، ويجوز التشبيك بعد الصلاة، ولا يجوز في الصلاة ولا قبل الصلاة، وهذا هو التوفيق بين الأحاديث التي وردت في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

فأحسن وضوءه:
أسبغه وأعطى كل عضو من أعضائه حقه من الماء.
عامدًا:
قاصدًا.
يشبكن:
تشبيك اليد: إدخال الأصابع بعضها ببعض.

من فوائد الحديث

  1. بيان السمت والطريقة والهيئة التي يكون عليها الإنسان وهو خارج إلى المسجد، وبيان الأفعال التي يحسن اجتنابها في الذهاب إلى الصلاة.
  2. النهي عن إدخال الأصابع بعضها في بعض والتشبيك بينها من حين التوجه للصلاة حتى تنتهي.
  3. جواز التشبيك بين الأصابع بعد الانتهاء من الصلاة.
المراجع
  1. سنن أبي داود (1/ 421) (562)، سنن الترمذي (1/ 497) (386)، النهاية في غريب الحديث والأثر (465)، شرح سنن أبي داود للعباد (77/ 18)، شرح أبي داود للعيني (3/ 46).