عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلًا يصلي وحده فقال: "أَلَا رجلٌ يتصدق على هذا فيصلي معه".
[صحيح] - [رواه أبو داود والترمذي]

الشرح

رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يصلي منفردًا فقال: من يتصدق على هذا الرجل فيصلي معه فيحصل له أجر الجماعة؟ وسمى ذلك صدقة؛ لأن فيه إحسانًا إليه، وزيادة في ثوابه وأجره؛ لأن صلاته في الجماعة أعظم من صلاته لو صلى وحده. والجمع في المسجد مرتين أو إقامة جماعتين في المسجد سائغ إن كانت الجماعة الثانية جاءت من غير قصد، وإنما كان السبب هو فوات الصلاة، وأن الذين جاءوا متأخرين سُبقوا في الصلاة، فإذا جاءوا وقد سلم الإمام فلهم أن يصلوا جماعة ثانية في المسجد، وإذا كانت الجماعة الثانية لا تريد أن تصلي مع الجماعة الأولى بل تريد أن تصلي وحدها، فهي تتأخر عن الصلاة لكي تقيم جماعة ثانية فهذا لا يجوز؛ لما فيه التفرق والاختلاف وعدم الاجتماع.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

أبصر:
رأى وشاهد.
وحده:
منفردًا.

من فوائد الحديث

  1. بيان أن أقل الجماعة اثنان.
  2. جواز إقامة جماعة ثانية فيما إذا كان الذين حضروا للصلاة قد فاتتهم الصلاة وسُبقوا بها، فلهم أن يجمعوا.
  3. لا يلزم أن الجماعة لا تكون إلا من بدايتها، وأنها من أولها، بل يمكن أن تكون بعد بدايتها، فالحديث محتمل لأن يكون قد شرع في الصلاة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا رجل يتصدق على هذا)، ويحتمل أنه قاله قبل أن يصلي.
المراجع
  1. سنن أبي داود (1/ 431) (574)، سنن الترمذي (1/ 297) (220)، شرح سنن أبي داود للعباد (79/ 3).