عن نافع قال: حُدِّث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول: «من تبع جنازة فله قيراط» فقال: أكثرَ أبو هريرة علينا، فصدَّقت يعني عائشة أبا هريرة، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لقد فرَّطنا في قراريط كثيرة.
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أُخبر ابن عمر رضي الله عنهما أن أبا هريرة قال: من اتبع جنازة فله قيراط من الأجر، والقيراط اسم لمقدار معلوم في العرف، وهو جزء من أربعة وعشرين جزءًا، وقد يراد به الجزء مطلقًا، ويكون عبارة عن الحظ والنصيب والثواب، أو عن قيراط من مثل عمل المصلَّى عليه، فصدَّقت عائشة أبا هريرة رضي الله عنهما، وقالت إنها سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول مثل قوله، وذلك أن ابن عمر أرسل من يتأكد من هذا الحديث من عائشة، فأتاه بالخبر بأنها أقرت ذلك، فقال ابن عمر: لقد فرطنا في قراريط كثيرة من عدم المواظبة على حضور الدفن. ومقصود هذا الحديث أن من صلى على جنازة كان له حظ عظيم من الثواب والأجر، وكذلك إن صلى عليها واتبعها كان له حظان عظيمان من ذلك؛ إذ قد عمل عملين، أحدهما: صلاته، والثاني: كونه معه إلى أن يدفن، وشُبِّه القيراط في أحاديث أخرى بجبل أحد أي في عِظَمه.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

القيراط:
جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عشره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزء من أربعة وعشرين.

من فوائد الحديث

  1. بيان ثواب اتباع الجنائز.
  2. بيان صدق أبي هريرة ومكانة عائشة رضي الله عنهما في العلم، وهما مع ابن عمر رضي الله عنه من المكثرين من رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  3. بيان حرص ابن عمر رضي الله عنهما على العلم والعمل.
  4. بيان اعتناء الصحابة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
المراجع
  1. صحيح البخاري (2/ 87) (1323)، صحيح مسلم (2/ 653) (945)، فتح الباري لابن حجر (3/ 195)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 604).