عن عثمان قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا هذه -قال مِسْعَر: أُراها العصر- فقال: «ما أدري أُحدِّثكم بشيء أو أسكت؟» فقلنا: يا رسول الله إن كان خيرًا فحدثنا، وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم. قال: «ما من مسلم يتطهر فيتم الطُّهور الذي كتب الله عليه فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارات لما بينها».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

روى عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم عند انتهائهم من صلاة العصر في أحد الأيام قائلًا: لا أدري هل أحدثكم بشيء مما فيه بيان لثواب بعض الطاعات أو أترك تحديثكم؛ لئلا تغتروا، وتتكلوا على عملكم؟ وسبب توقفه أولا أنه خاف مفسدة اتكالهم، ثم رأى المصلحة في التحديث به لما فيه من ترغيبهم في الطهارة، وسائر أنواع الطاعات. فقال الصحابة: يا رسول الله، إن كان ذلك الحديث خيرًا فحدثنا به حتى نغتنمه، ونسر به، وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم، أي فالأمر إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: ما من مسلم يتطهر فيتم الطهور الواجب عليه فيصلي الفرائض الخمس إلا كانت الصلوات كفارات لما بينها من الذنوب، وهذا مقيَّدٌ باجتناب الكبائر، كما جاء عن عثمان أيضًا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» رواه مسلم (228).

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

انصرافنا:
انتهاؤنا.
أو أسكت:
أترك تحديثكم.
فيتم:
يؤديه كاملًا.
كفّارات:
الكفارة عبارة عن الفعلة أو الخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة، أي: تسترها وتمحوها.
لما بينها:
من الذنوب.

من فوائد الحديث

  1. الصلوات كفارات لما بينها.
  2. أدب الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.
  3. أهمية إتمام التطهر والقيام به على وجهه الصحيح.
  4. من اقتصر في وضوئه على طهارة الأعضاء الواجبة، وترك السنن والمستحبات، كانت هذه الفضيلة حاصلة له، وإن كان من أتى بالسنن أكمل وأشد تكفيرًا.
المراجع
  1. صحيح مسلم (1/ 207) (231)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (6/ 152)، النهاية في غريب الحديث والأثر (ص 808).