حديث: اتقوا اللعانين قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس، أو في ظلهم

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ».
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أمرٍ كثيراً ما يَلعن الناس فاعله؛ وهو: قضاء الحاجة من بول أو غائط في بعض الأماكن التي يحتاجها الناس كالطريق الذي يمر فيه الناس، أو في الظل الذي يُقصد من حر الشمس ليقعد فيه.

من فوائد الحديث

1. حرص النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة على الأماكن العامة التي ينتفع بها الناس، ونهى عن إيذاء الناس فيها.
2. قال الخطابي: المراد بالظل هنا مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلا ومناخا ينزلونه ويقعدون فيه، وليس كل ظل يحرم القعود تحته، فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم تحت حايش النخل لحاجته وله ظل بلا شك.
3. كمالُ الشريعة الإسلاميَّة وسمُّوها، من حيث النظافة والنَّزاهة، وبُعْدُهَا عن القَذارة والوسَاخة، وتحذيرُها عمَّا يَضُرُّ النَّاس في أبْدَانِهم وأديانهم وأخلاقهم.
4. بيان شدة حرص الشريعة على إبعاد الفرد والمجتمع عما يلحق الأذى بهم؛ مما يوجب لعن بعضهم لبعض، وشتمهم.

معاني بعض المفردات

المراجع

1. صحيح مسلم (1/ 226) (269).
2. معالم السنن (شرح سنن أبي داود)، أبو سليمان الخطابي (1/ 21).
3. فيض القدير شرح الجامع الصغير، لزين الدين المناوي (1/ 135).
4. توضيح الأحكام مِن بلوغ المرام، لعبد الله البسام (1/ 333).
5. فتح ذي الجلال والإكرام شرح بلوغ المرام، لابن عثيمين (1/ 142).
6. سبل السلام، للصنعاني سبل السلام (1/ 108).