عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله».
[صحيح] - [متفق عليه]

الشرح

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا مات كسرى، وهو لقب لكل من ولي مملكة الفرس بالعراق، فلن يأتي كسرى بعده، ولن يبقى لهم ملك، وإذا مات قيصر، وهو لقب لكل من ولي مملكة الروم بالشام، فلن يأتي مثله ولن يبقى لهم ملك، وأقسم عليه الصلاة والسلام أن كنوزهم وأموالهم ستنفق في سبيل الله، فأعَلَم بانقضاء ملكهما وزواله من هذين القطرين، فكان كما قال، وانقطع أمر كسرى بالكلية، وتمزق ملكه واضمحل، وتخلى قيصر عن الشام، ورجع إلى داخل بلاده، واحتوى المسلمون على ملكهما وكنوزهما، وأنفقا في سبيل الله، كما أخبر عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

هلك:
مات.
كسرى:
لقب لملوك الفرس.
قيصر:
لقب لملوك الروم.

من فوائد الحديث

  1. ظهور معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن كسرى وقيصر سيزول ملكهما، ولن يرجع لهما مرة أخرى، فكان كما أخبر به.
  2. الدلالة على أن الغنيمة للمجاهدين، وهو كذلك، إلا أنه يخرج منها الخمس، كما نص عليه الكتاب العزيز.
  3. الحكمة في أن قيصر بقي ملكه، وإنما ارتفع من الشام، وما والاها، وكسرى ذهب ملكه أصلًا ورأسًا: أن قيصر لما جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قبَّله، وكاد يسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَبَتَ مُلكُه)، وكسرى لما أتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم مزقه، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يمزق ملكه كل ممزق، فكان كذلك، ذكر هذه الفائدة البيهقي.
المراجع
  1. صحيح البخاري (4/ 203) (3618)، صحيح مسلم (4/ 2237) (2918)، النهاية في غريب الحديث والأثر (801)، فتح الباري لابن حجر (6/ 625)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (7/ 260)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (44/ 450).