عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبَّارٍ يدعوهم إلى الله تعالى، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
[صحيح] - [رواه مسلم]

الشرح

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم كتبًا ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام، إلى كسرى، وهو لقبٌ لكل مَن مَلَكَ الفرس، وإلى قيصر، وهو لقبٌ لكل من ملك الروم، وإلى النجاشي، وهو لقب ملوك الحبشة، وأرسل أيضًا إلى كل ملك جبار، أي: مسلَّطٍ على الناس، وقاهر لهم، مثل المُقَوقِس صاحب الإسكندرية، والمنذر بن سَاوَى، صاحب هجر، وهَوذة بن علي، صاحب اليمامة، وغيرهم، ليدعوهم إلى الله تعالى وينشر الدين الحق ويبلغ الناس، والنجاشي الذي أرسله له النبي عليه الصلاة والسلام ليس هو النجاشي المسمى أصحمة الذي هاجر إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وكاتبه في ذلك، ولم يحتج أصحمة إلى شيء من ذلك، بل لما سمع القرآن من جعفر رضي الله عنه وأصحابه الذين هاجروا إلى أرضه، وأُخبر بالإسلام، ورأى ما كان الصحابة عليه، أسلم وانقاد، وصرح بأنه على اعتقاد المسلمين في عيسى عليه السلام، وعرض على أهل مملكته الدخول في الإسلام، فلما رأى نفرتهم، ويئس منهم، كتم إسلامه تقية على نفسه، منتظرًا التخلص منهم، إلى أن توفي على الإسلام والإيمان بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك، حيث نعاه لهم، وقال: (إن أخًا لكم بأرض الحبشة قد مات، فقوموا، فصلوا عليه)، والنجاشي الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر غير أصحمة من ملوك الحبشة، إما في جهة أخرى، أو بعد موت أصحمة.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

جبار:
مستكبر عاتي.

من فوائد الحديث

  1. مشروعية مكاتبة الكفار، ودعائهم إلى الإسلام.
  2. مشروعية العمل بالكتاب.
  3. قبول خبر الواحد.
المراجع
  1. صحيح مسلم (3/ 1397) (1774)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (3/ 612)، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (31/ 67)، النهاية في غريب الحديث والأثر (136).