«مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ.
[صحيح]
-
[متفق عليه]
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ما من مولود من بني آدم إلا يولد على الفطرة، من النقاء الخالص، والاستعداد لقبول الحق، متهيئًا للإسلام، فلو تُرِك المولود على ما فُطر عليه لاستمر على طُهره، ولم يختر غير الإسلام؛ فمن تغيّر كان بسبب أبويه؛ إما يهوّدانه إن كانا يهوديين، أو ينصّرانه إن كانا نصرانيين، أو يمجّسانه إن كانا مجوسيين، وذلك بتعليمهما، أو بترغيبهما لدينهما الباطل، وكونه تبعًا لهما في الدين يقتضي أن يكون حكمه حكمهما.
وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك مثلًا: أن البهيمة تلد البهيمة سليمة من العيوب كاملة الأعضاء لا نقص فيها، وإنما يحدث فيها الجدع ونقص الأعضاء بقطع أو غيره من مالكها بعد ولادتها.
ثم قرأ أبو هريرة رضي الله عنه مستدلًّا على ذلك بقول الله تعالى: {فطرت الله التي فطر الناس عليها} [الروم: 30]، أي: خلقهم عليها، وهي: قبول الحق.