كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ يَا عُمَرُ».
[صحيح]
-
[رواه البخاري]
كان الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء من مالي وأهلي ... إلا من نفسي، فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه بالله الذي يملك قبض روحه ونفسه: أنه لا يكمل إيمانك ولا تبلغ الرتبة العليا حتى أكون أحب إليك من نفسك، فلما علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نجاة نفسه من الهلاك، وتحقيق رتبة الإيمان الكامل، متوقفة على تقديم حب النبي صلى الله عليه وسلم على حب نفسه؛ قال: فإنه الآن، والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: الآن يا عمر، يعني: الآن عرفت يا عمر، فنطقت بما يجب عليك، وبما يكتمل به إيمانك.