«إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي».
أوصى عبادة بن الصامت رضي الله عنه ابنه الوليد قبل أن يموت: بأنه لن يجد طعم ولذة وحقيقة الإيمان في قلبه، حتى يؤمن ويسلم أن ما أصابه من خير أو شر لم يكن ليتجاوزه ويتعداه إلى غيره، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، لأن كل ما يقع في هذا الكون قد كُتب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة. ثم ذكر له أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم؛ قال له: اكتب، قال القلم: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، فكتب القلم بأمر الله مقادير كل شيء في الكون. فلا يقع شيء إلى قيام الساعة إلا بقضاء الله وقدره. ثم حذره بأن من مات على غير هذا الاعتقاد فليس منا.