التصنيف:

عن عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيكونَنَّ من أمتي أقوامٌ يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيُبيِّتُهم الله، ويضع العَلَم، ويمسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة".
[صحيح] - [رواه البخاري]

الشرح

أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ بعضَ أمَّته سيفعلون أمورًا محرَّمةً، كما يفعلون الأمور المباحة، بسبب ضعف إيمانهم وتهاونهم بالدين، وأول ذلك الزنى، فتجدهم لا يتورعون عنه، ويَدْعون إليه، ويجاهرون به، والثاني لبس الحرير للرجال، والثالث شرب الخمر، فيعلنونه، في الطائرات والفنادق، ويبيعونه ويتاجرون به، وكأن شربه جائز، والرابع استعمال الآلات الموسيقية، كالبيانو والقيثارة والطبل والدف والمزمار وغير ذلك، والاستماع إليها، مع أن هذه الأمور مجمعٌ على تحريمها، والنصوص الواردة في بيان ذلك والتحذير منها كثيرة صريحة، ثم أخبر عليه الصلاة والسلام عن حادثة تقع، وهي أن بعض هؤلاء المُسْتَحلِّين بينما هم في غفلتهم ومعاصيهم إذ جاءهم فقير، فيُواعدونه غدًا، فيخسف الله تعالى بهم الجبل الذي بجوارهم، ويمسخ قومًا آخرين مثلهم، فيُحوِّلهم إلى قردة وخنازير، تيقى إلى أن تقوم عليهم الساعة.

الترجمة:
عرض الترجمات

معاني الكلمات

الحِرَ:
الفرج، والمقصود به الزنا.
المعازف:
آلات الطرب، ويشمل الدفوف وغيرها.
عَلَم:
العلم المنار، والمراد الجبل.
السارحة:
الماشية التي تسرح في المراعي.
يضع العلم:
يسقطه عليهم.
يمسخ:
المسخ قلب الخِلْقَة من شيء إلى شيء.

من فوائد الحديث

  1. تحريم ما ذُكر في الحديث؛ لأن الحلال لا يُستحل، ولا يُعاقب فاعله.
  2. أن استحلال المحرم المعلوم من الدين بالضرورة كشرب الخمر من نواقض الإسلام.
المراجع
  1. صحيح البخاري (7/ 106) (5590)، النهاية في غريب الحديث والأثر (199) (612) (638) (870).
التصنيفات