عَن أبي زُرْعَةَ بنِ عَمرِو بنِ جَريرٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، دَارًا بِالْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَعْلاَهَا مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً»، وَزَادَ مُسلمٌ: «أو لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً».
[صحيح]
-
[متفق عليه]
ذكر هذا التابعي الجليل أنه دخل مع أبي هريرة رضي الله عنه دارًا فرأى في أعلاها مُصوِّرًا يصوِّر، والمراد صور لذوات الأرواح، كالبشر والطيور والأنعام، فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا في تحريم هذا النوع من التصوير، وهو حديث قدسي، كما دلت الروايات الأخرى، فالله تعالى يقول: لا أحد أشد ظلمًا ممن يحاول أن يخلق مثل خلق الله تعالى، فدل على أنه كلما كانت الصور أكثر مطابقة كان أشد تحريمًا، فالمصور بالفيديو لذوات الأرواح على خطر؛ لأنه دائر بين القول بالجواز بناء على أن هذا الفعل لا يدخل في النصوص المحرمة للتصوير، وبين القول بالتحريم بناء على دخوله، ولن يعرف بيقين أي القولين أصح، حتى يوافي بعمله رب العالمين سبحانه وتعالى، فما الداعي للمخاطرة؟