«كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ».
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله كتب على ابن آدم حظه ونصيبه من الزنا، ولا حيلة له في دفعه، فمن كتب عليه شيء من ذلك فلا بد أن يصيبه، ولا بد أن يفعله باختياره؛ فزنا العين النظر، كالنظر إلى النساء الأجنبيات دون ضرورة أو حاجة شرعية، وزنا اللسان المنطق، وهو ما يتلذذ به من الحديث مع من يحرم التلذذ بالحديث معه، واليد زناها أن يمس أجنبية بيده، والفم زناه القُبَل، والرِّجل زناها المشي إلى الزنا، وهذا كله من دواعي الزنا ومقدماته؛ والقلب يهوى ويتمنى ويشتهي ويهم بفعل الحرام ويتلذذ بالتفكير فيه، والفرج يصدق ويحقق ذلك وينفذ هذا الفعل المحرم، أو يكذبه بتركه.